مدبولي يؤكد أهمية ترسيخ الهوية الثقافية وإطلاق مجلة “آفاق”

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهمية استمرار الجهود الوطنية لدعم الهوية الثقافية المصرية والعربية، مشددًا على أن الثقافة تعد أحد الأعمدة الأساسية لبناء الوعي وتنمية المجتمع.
جاء ذلك خلال اطلاعه على الإصدار الأول من مجلة “آفاق: المجلة العربية للدراسات الثقافية”، التي أطلقها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، في إطار سعيه لتعزيز الحوار الفكري وإثراء المشهد الثقافي في مصر والعالم العربي.
وأوضح مدبولي أن هذا الإصدار الجديد يعكس التطور الكبير في أداء مركز المعلومات، الذي لم يعد يقتصر دوره على التحليل الاقتصادي والإداري، بل يمتد ليشمل القضايا الفكرية والإنسانية، من خلال دعم البحث العلمي وإبراز مكانة الثقافة كركيزة في صنع القرار والسياسات العامة، وأشاد رئيس الوزراء بالجهود المبذولة في إعداد المجلة، مؤكدًا أنها خطوة نوعية تعكس إيمان الدولة بأهمية الثقافة كأداة لبناء وعي مستنير يواكب التحديات العالمية.
من جانبه، صرّح الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس المركز، بأن إطلاق مجلة “آفاق” يمثل امتدادًا طبيعيًا لدور المركز كمؤسسة فكرية وطنية تسعى لترسيخ ثقافة البحث والتحليل العلمي، وأوضح أن المجلة نصف سنوية، علمية محكّمة، تُعنى بالدراسات الثقافية والاجتماعية من منظور نقدي يربط بين العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتهدف إلى دعم الإنتاج المعرفي العربي وتوسيع آفاق الباحثين في مجالات الفكر والثقافة والسياسة والتكنولوجيا.
وأشار الجوهري إلى أن العدد الأول من المجلة يضم مجموعة من الدراسات والمقالات التي تتناول موضوعات فكرية معاصرة، مثل بلاغة الفضح، الحضور الديني في العصر الرقمي، وتناقضات الحداثة، إلى جانب دراسات حول الهوية الوطنية، والاستشراق الذاتي، وتأثير الإعلانات على الرأي العام، والتاريخ الثقافي للأغنية العربية، وكذلك العلاقة بين المؤلف والنص في زمن الذكاء الاصطناعي.
كما يشمل الإصدار قراءات نقدية لعدد من الكتب الحديثة مثل “الفتوى في العصر الرقمي” لأوليفييه روا، و”الكرامات الصوفية” لممدوح فرّاج النابي، إلى جانب مقالات فكرية تتناول رموزًا ثقافية بارزة مثل أم كلثوم ودورها في دعم المجهود الحربي، ودراسات عن الثقافة الصينية وفلسفة الصحة والمرض، وإشكاليات العلوم الإنسانية في أوقات الصراع والتغير.
وضم العدد مساهمات لعدد من أبرز المفكرين والباحثين العرب والأجانب، من بينهم أوليفييه روا، فدوى الجندي، سعد البازعي، محمد مشبال، سعيد المصري، جيهان زكي، وليد الخشاب، وممدوح النابي، في محاولة لتأسيس منصة معرفية عربية تجمع بين الأصالة والانفتاح على الفكر العالمي.
وأكد الجوهري أن المجلة تخطط لإصدار أعداد خاصة تركز على قضايا نوعية مثل التراث الثقافي في المدن العربية، الثقافة الرقمية، اقتصاديات الإبداع، والثقافة الذكورية والمواطنة، في إطار رؤيتها لبناء سردية عربية معاصرة تعزز الهوية الوطنية وتنفتح على العالم بروح من التفاعل والتجديد.






